مقالاتمنوعات

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

كتب/ سامي يوسف

 

إنّ من صفات البشر الرّحمة مع المخلوقات كافّة، ومن أهم تلك المخلوقات الحيوانات؛ لأنّها تَعجز عن الدفاع عن نفسها ومُواجهة قسوة البشر الذين قد يتعرضون لها بالأذية ويتسبّبون لها بالألم والإهمال، وأحيانًا تصل الأذية بتلك الحيوانات إلى الوفاة، يتوجب علينا حماية حيواناتنا التي نمتلكها، وتوفير الحماية للحيوانات كافّة والدفاع عنها حتى البريّة منها، أخلاق الإنسان الكريم تتجلى في الطريقة التي يتعامل بها مع الحيوانات، كما أنّ الإنسان الطيب يعلّم معنى الرفق بالحيوان لأبنائه إن كان أبًا، ولطلابه إن كان معلمًا.

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

 

ومن صفات النبي صلي الله عليه وسلم الرفق والرحمه يالحيوان

رحمة النبي بالحيوان إنّ مظاهر رحمة الرسول لا تقتصر على الإنسان، بل شملت رحمته الحيوانات والطيور والدّواب، ولقد غرس في نفوس أصحابه معاني الرحمة والرفق بالحيوان، ولقد سبق بذلك كلّ الجمعيات الحديثة التي تُنادي بحقوق الحيوان، فهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الرحمة المهداة لكل ما في الكون، وقد أمر -صلى الله عليه وسلم- بالإحسان إلى الحيوان وعدم أذيته، وبتقديم ما يحتاجه من طعام وشراب، ونهى عن تحميله ما لا يطيق.

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

وايضا للنبي صلي الله عليه وسلم مواقف من رحمته بالحيوان ومنها.

مواقف من رحمة النبي بالحيوان وردت عدة مواقف من رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحيوان، فيما يأتي ذكر بعض منها: من فجع هذه بولدها لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يحول أحد بين حيوان أو طير وولده، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سفرٍ فانطلق لحاجته، فرأينا حمَّرةً معها فرخان، فأخذْنا فرخَيها، فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفرشُ، فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: من فجع هذه بولدِها؟، رُدُّوا ولدَها إليها..)، (الحُمرة: أي الطائر الصغير، فجعلت تفرش: أي ترفرف بجناحيها)، وهنا تظهر رحمته بهذا الطير الصغير أن ردّ إليها صغارها.

الجمل الذي اشتكا إلى النبي دخل النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ بستاناً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جَمَل، فلما رأى الجملُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذرفت عيناه، فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمسح عليه حتى سكن، فقال: (مَن ربُّ هذا الجملِ؟ لمَن هذا الجملُ؟ فجاء فتًى مِن الأنصارِ، فقال: لي يا رسولَ اللهِ، قال: أفلا تتَّقي اللهَ في هذه البهيمةِ التي ملَّكَك اللهُ إيَّاها؛ فإنَّه شكا إليَّ أنَّك تُجيعُه وتُدئِبُه)، (تُدئبه أي تتعبه)، فلقد سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- شكوى الجَمَل وأمر صاحبه بالإحسان والرفق فيه.

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

تشريعات أقرها النبي تضمن الرحمة بالحيوان لقد شرع النبي -صلى الله عليه وسلّم- مجموعة من التشريعات في حق الحيوان، منها ما يأتي: الإحسان في قتل الحيوان أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإحسان عند ذبح الحيوان فقال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)، أي الإحسان في هيئة ذبح الحيوان من الإسراع في إزهاق روحه، وإراحة الذبيحة وحدّ الشفرة. منع اتخاذ الحيوان شاخصا لتعلم الرمي عليه منع النبي -صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذ الحيوانات غرضاً؛ أي جعلها مما يُتعلّم فيه الرمي، فعن سعيد بن جبير قال: (مَرَّ ابنُ عُمَرَ بفِتْيَانٍ مِن قُرَيْشٍ قدْ نَصَبُوا طَيْرًا، وَهُمْ يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِن نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقالَ ابنُ عُمَرَ: مَن فَعَلَ هذا لَعَنِ اللَّهُ، مَن فَعَلَ هذا؟ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شيئًا فيه الرُّوحُ غَرَضًا). منع التمثيل بالحيوانات نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المُثلة بالحيوان؛ أي قطع جزء من أعضائه وهو حيّ، أو تعذيبه، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ عليه حِمَارٌ قدْ وُسِمَ في وَجْهِهِ فَقالَ: لَعَنَ اللَّهُ الذي وَسَمَهُ)، (وَسَمَهُ؛ أي كوى وجهه بالنّار).

 

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

 

وايضا من صفات الدين الإسلامي الرفق بالحيوان وذكرت احاديث وايات كثيره تحس علي الرفق بالحيوان ومنها ما يأتي:

 

قال الله -تعالى-:(وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِم يُحشَرونَ).

قوله تعالى:(وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ…وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

قول الله تبارك وتعالى: (وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ).

قوله تعالى: (وَلَكُم فيها جَمالٌ حينَ تُريحونَ وَحينَ تَسرَحونَ).

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

ومن الأحاديث الوارده عن النبي صلي الله عليه وسلم عن الرفق بالحيوان.

الرفق سبب محبة الله ورسوله والناس أجمعين؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ ليعطي على الرِّفقِ ما لا يعطي على الخَرقِ وإذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا أعطاهُ الرِّفقَ ما من أَهلِ بيتٍ يُحرَمونَ الرِّفقَ إلَّا حُرِموا محبَّةَ اللَّهِ تعالى).

قال النبي – صلّى الله عليه وسلّم-: (إنها لَيْسَتْ بِنَجَسٍ؛ إنها مِنَ الطَّوَّافينَ عليكم والطَّوَّافاتِ)

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ، لَمْ تُطْعِمْها، ولَمْ تَسْقِها، ولَمْ تَتْرُكْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ).

عن جد عمرو بن شعيب: (أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: إِنِّي أَنْزِعُ فِي حَوْضِي، حَتَّى إِذَا مَلَأْتُهُ لِأَهْلِي، وَرَدَ عَلَيَّ الْبَعِيرُ لِغَيْرِي فَسَقَيْتُهُ، فَهَلْ لِي فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ” فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ).

ولحكمت الله سميت بعض السور في القراءن الكريم بأسماء الحيوانات مثل: العنكبوت والنمل والعاديات وهي الجمال والبقره والنحل والانعام والفيل

الرحمة والرفق بهم من أسباب دخول الجنة، فلماذ نسيئ لهم؟

وقد حرم الإسلام تعذيب الحيوان ولعن المخالفين على مخالفتهم، فقد روى مسلم بسنده إلى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على حمار قد وسم في وجهه فقال: “لعن الله الذي وسمه” وفي رواية له: ” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه”، ورواه الطبراني بإسناد جيد مختصر: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من يسم في الوجه” وروى الطبراني أيضا ًعن جنادة بن جراد أحد بني غيلان بن جنادة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بإبل قد وسمتها في أنفها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا جنادة، فما وجدت عضوا تسمه إلا في الوجه أما إن أمامك القصاص” فقال: أمرها إليك يا رسول الله.

 

وعن جابر بن عبد الله قال: مرَّ حمار برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كوي وجهه يفور منخراه من دم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من فعل هذا” ثم نهى عن الكي في الوجه، والضرب في الوجه” رواه الترمذي مختصرا ًوصححه، والأحاديث في النهي عن الكي في الوجه كثيرة.

 

مظاهر وألوان الرفق في الحيوان : ولهذه الرَّحمة ألوان ومظاهر، منها:

1- عدم حبْس الطعام عنها وتجْويعها وترك العناية بها، وجاء في ذلك حديث البخاري ومسلم “عُذِّبت امرأة في هِرَّة حبَسَتْها، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”، وحديث أبي داود أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرَّ ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطْنِه، أي هزيل من الجوع، فقال “اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة”.

 

2- تيسير إطعامها والعناية بها، وقد أخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجلًا نزل بئرًا فسقى كلبًا يلهث من شدة العطش، فشكر الله له فغفر له ولما سأله الصحابة عن الأجر في سقي البهائم قال ” في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ” رواه البخاري،

 

 

3- عدم إلحاق ضررٍ بالحيوان أيًّا كان هذا الضرر، ومنه تَحْمِيله ما لا يُطِيق وإرهاقه في السَّيْر، ففي مسلم وغيره قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض”، ورُوي عن أبي الدَّرداء قوله لبعير له عند الموت: يا أيُّها البعير لا تُخَاصِمْني عند ربِّك، فإني لم أكن أُحَمِّلُك فَوْق طاقتِك، وأخرج الطبراني عن علي قال: إذا رأيتم ثلاثة على دابَّة فارجُموهم حتَّى يَنزِلَ أحدُهم.

 

4- عدم اتخاذ الحيوان أداةً للَّهْو، كجعله غرضًا للتسابُق في رمْيِه بالسِّهام، ويُشْبهه ما يُعْرَف اليوم بمصارعة الثِّيران، فقد مرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بفِتْيان من قريش نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَه، وجَعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبْلهم، فقال لهم: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعنَ مَن اتَّخَذ شيئًا فيه روحٌ غرضًا، رواه البخاري ومسلم.

 

5- الإحسان إلى الحيوان عند الذَّبْح، وجاء في ذلك حديث الطبراني والحاكم وصححه: أنَّ رجلًا أضْجَع شاة ليَذْبَحها وهو يُحِدُّ شَفْرَته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتُريد أن تُمِيتَها مَوْتَات، هلَّا أحددْتَ شَفْرَتك قبْل أن تُضْجِعْهَا”؟ وفي حديث آخر ” إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ علي كل شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنُوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحْسِنُوا الذِّبْحَة، وليُحِدَّ أحدُكم شَفْرَته، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه” رواه مسلم. يقول ربيعة الرأي: من الإحسان ألا تُذْبَح ذبيحة، وأخرى تنظر إليها.

 

6- روى أبو داود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في سفَر ومعه بعض أصحابه، فذهب لبعض شأنه، فأخذ جماعة منهم فرْخَيْن لطائر يُسَمَّى “قُبَّرَة” فجعلت تَحُوم وتعلو وتهبط لتُخَلِّص ولَدَيْها منهم، فلما رآها ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ” مَن فَجَعَ هذه بولدها؟ رُدَّوا وَلَدَهَا إليها”. تلك بعض المَظاهر التي تدل على مدى رحمة الإسلام ونبي الإسلام بالحيوان، سبق به ما تنادَوْا به حديثًا من وجوب الرِّفق بالحيوان، وهو دليل على أنه دين صالح لكلِّ زمان ومكان يقوم بهذه الأعمال على أنَّها طاعة وقُرْبَة إلى الله يُرْجَى عليها الأجْرُ.

 

فيجب علينا الرفق بالحيوانات والإحسان اليهم وعدم اذيتهم وتقديم المساعده لهم لانهم لايستطيعون الكلام ولا يقدمون الاذي ويجب الا يلقوه منا فا الإحسان اليهم والرفق بهم يعد سبب من اسباب الرحمه والمغفره.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى