اخبارالمقالمـقـالات

محمود بكري «الإنسان».. طبت وطاب مثواك

الملخص:

  • تشييع جثمانك بعد وفاتك في قرية المعنا، القاهرة. ولكن ذكرى طيبتك ومددك ستبقى في قلوبنا والناس في حلوان وضواحيها والتبين والمعصرة و15 مايو.
  • لن أنسى المواقف النبيلة التي قمت بها ابتغاءً لوجه الله، مثل إنقاذ أسرة من انشقاق سقف منزلهم في فصل الشتاء القارص وتوفير الدعم اللازم لهم في ظل الظروف الصعبة.
  • ذكرتني بزيارتنا لمنزل الفقيرة بمعصرة البلد وكيف قدمتم لها المال لبناء سقف منزلها الذي انتهى في ثلاثة أيام وكانت دموعك تذرف من الفرح.
  • حرمتني الظروف من مجالستك ومرافقتك في جولاتك بحلوان وضواحيها، حرمتني من قطعة البسكويت والملبس الذي نتقاسمه أنا وأخي، ولكن أنا متأكد من اهتمامك الكبير بشوارع حلوان وضواحيها، ومن تفقدك لها منذ الصباح حتى المساء.
  • لم أنس وقوفك الشجاع تحت أشعة الشمس وسط القمامة والرتش والأتربة، رافضاً الانصراف حتى تطهيرها، وسط تشجيع بعض الزملاء بالتراجع.

ستمر الأيام والسنون واحدة تلو الأخرى ومرارتها بتغيب وفقدان جثمانك الطاهر عنا، منذ صباح الأربعاء الماضى وتشييعه إلى مدافن العائلة بقرية المعنا بمحافظة القاهرة، مسقط راسك، ولكن لم ولن تتغيب صورتك ومواقفك النبيلة ومددك ودعمك لكل قاص ودان عن عيوننا وستبقى فى قلوبنا وقلوب أهالى حلوان وضواحيها والتبين والمعصرة و15 مايو.

سيبقى الإنسان الراحل الدكتور محمود بكرى، عضو مجلس الشيوخ، المتفرد بتواضعه وبشاشة وجهه ونقاء سريرته وطيب قلبه خالداً للابد.

لقد علمتك أستاذى وقائدى واخى الحبيب عن قرب وتعايشت معك فترة ماقبل مرضك وارتقاء روحك إلى خالقك، بمواقفك الإنسانية التى لا يعلمها الا الله وحده.

كنت ملاذا آمناً لكل من لجأ إليك، لم تتوانى لحظة عن مساندة المحتاجين والبسطاء فكنت تحنو عليهم وتتقرب إليهم، بل وتبحث عنهم فى الخفاء لأعانتهم قدر استطاعتك.

فلم ولن أنس العديد والعديد من تلك المواقف النبيلة التى قمت بها سرا ابتغاءا لوجه الله تعالى، فلم انسى عندما جائتك رسالة ومكالمة على هاتفك تستغيث بك من انشقاق سقف منزل أحد السيدات وتصدعه والذى كان مشيد بجزوع النخل وألواح من الخشب، وكان آنذاك فصل الشتاء القارص والغزير بالامطار، ولم تملك سوى إطعام صغارها لضيق الحال.

أتذكرك أستاذى وقائدى وأخى الحبيب والدموع قد ملئت عيناك آسفا على حالها، أتذكرك وانت تصطحبنى واخى احمد عبد الرحيم برفقة من أشار إليك عن وضعها المأساوى تاركاً خلفك مشاغلك وارتباطاتك مسرعا نحوها لتتفقد مسكنها بمنطقة معصرة البلد، وما أن تغيبت عنها غير 24 ساعه فقط، وقد وفرت لها من فضل الله عليك مبلغاً من المال لتشييد سقف منزلها بالخرسانة والذى تم تشييده خلال ثلاثة أيام، فلم أنس آنذاك وقد راقت عيناك من الدموع آسفا عليها بابتسامتك المعهودة فرحا على قضاء حاجتها ممن يأمن سلامتها هى وصغارها.

يعلم الله لو قصصت ما قمت به سرا لابتغاء وجه الله ما يكفيني آلاف الصفحات.

يعلم الله وحده، مدى اشتياقى لمجالستك ومرافقتك فى جوالاتك التى كنت تجوب من خلالها كل مناطق حلوان وضواحيها منذ الصباح الى الليل، فقد حرمت من طيب لقاك وسؤالك عن حال وأوضاع أهل دائرتك، فقد حرمت من قطع البسكوت والملبس الذى كنت تحمله معك فى حقيبتك، وتقاسمنى به انا واخى أحمد عبد الرحيم، مكتفياً به ذادا وذواد، من اجل إنشغالك واهتمامك بتفقد جميع شوارع مناطق حلوان وضواحيها والتبين والمعصرة و15 مايو منذ وصولك من الصباح حتى نهاية اليوم لساعات متأخرة،

سخرت كل شئ لأجل تواجدك وسط الغلابة والبسطاء من أهل دائرتك طيلة وقتك، آثرت ذلك عن نفسك وراحة بدنك.

لم أنس وقوفك بالساعات تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط مخلفات القمامة ومخلفات الرتش والأتربة، رافضاً الانصراف أو الجلوس حتى يتم انتشالها وتطهيرها، وعندما نقول لك” هون على نفسك يادكتور خلاص هما هيرفعوها كلها تعالى ريح فى المكتب شويه واحنا هنتابع “

كان ردك “انا لو مشيت مافيش حاجه هتم بالشكل المطلوب واللى انا عاوزه، والناس هنا تعبت من الريحه والأوبئة، مش همشى إلا لما يخلصوا”.. ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى