اخبارمقالات

محمد حمودة يكتب: أين المواطن في الحوار الوطني ولماذا لا يشارك؟

أين موقع المواطن من الحوار الوطني؟! .. هل له مكان، هل له دور .. هل وضِع في الاعتبار .. أم أن المواطن لا محل له من الاعراب فى هذا الحوار ؟؟ ..

و لكن اذا كان الحوار يستهدف المواطن والوطن .. فلماذا لم يشترك المواطن في الحوار . . ربما يقول البعض ..إن الحوار .. حوار علمى تخصصى .. أى حوار نُخب ومُتخصصين فقط ..

و مع التسليم بصحة بل و ضرورة هذا التوجه .. إلاّ اننا فى هذه الظروف التى يمر بها الوطن نحتاج ايضاً و بشدة إلى حوار مجتمعى اجتماعى لا حوار علمى تخصصي فقط أن تنحية الجانب الاجتماعى من الحوار هو تنحية للمواطن صاحب الحق والمصلحة الحقيقية في الحوار ..

قد يقول قائل إن المجتمعين مواطنون وهم نخبة هذا الوطن و على دراية و علم بمشاكله و متاعبه و أوجاعه .. أليسوا جزءً منه .. و لكن قد يرد البعض و يقول و لكن أعضاء البرلمان أيضا مواطنون و من المفترض أنهم يُعبرون عن المواطن و أنهم يعرفون مشاكله و أوجاعه و متاعبه و مع ذلك فكثير من القوانين و القرارات التى يُصدرها البرلمان تزيد أوجاع و متاعب المواطن و تُثقل كاهله بقراراته التى لا تراعي هذه المتاعب و الأوجاع التى تزيد يوما بعد يوم ..

اى أن هؤلاء مواطنون .. و هؤلاء مواطنون .. و لكن هل يُعبرون حقا عن المواطن الموجوع .. المواطن الذى يعانى .. هنا مربط الفرس .. أو في قول آخر مربط الفُرص الضائعة _ إن جاز التعبير _ .. فلو كانوا حقا يعبرون عن الموطن ما وصلت أحواله إلى ما وصلت إليه ..

ما علينا .. نعود إلى الحوار الوطنى .. وأعضاء الحوار .. و مدى تعبيرهم عن المواطن حقا .. و اين المواطن الحقيقى من هذا الحوار .. ؟!

قد يقول البعض أن المواطن غير مهتم بالحوار .. و لن اخالفم الرأى و لكن علينا أن نسأل لماذا لا يهتم المواطن بالحوار .. ربما لأنه تم استبعاده من الحوار عمداً أو تجاهلاً .. و ربما لأنه غارق في مشاكله اليومية التى يُلامسها الحوار من الأطراف دون الغوص في اعماقها .. و ربما لأنه يأس من هذه النخبة التى تنظر إليه من أعلى .. و ربما لأنه لم يُعلق اى امل على هذه النقاشات مثلما لا يُعلق أى أمل على نقاشات أعضاء البرلمان الى لا تعبر عنه أو التى لا تعطيه نتائجها أى أمل في حل مشاكله ..

قد يقول قائل كيف يُشارك عموم المواطنين في هذا الحوار .. قد يرى البعض صعوبة في هذا الأمر غير أنه أمر بسيط و ميسور .. فأين وسائل الإعلام من المواطن .. اين وسائل الإعلام من مناقشة الموضوعات المطروحة للنقاش في هذا الحوار .. لماذا لا يقوم الإعلام بدوره .. لماذا لا يناقش علنية هذه الموضوعات فى برامجه المختلفة بدلا من برامج اللت والعجن المُسماة بالتوك شو أو البرامج الرياضية التى تُطارد المواطنين ليل نهار وتناقش أدق التفاصيل الرياضية المهم منها و التافة .. أليست موضوعات الحوار أولى بالنقاش .. و لماذا لا يتم استطلاع آراء المواطنين في هذه الموضوعات .. أليس هذا حق المواطن أن يُحاور و يتحاور ويُناقش مشاكله حاضره و مستقبله .. كان الأولى بوسائل الإعلام أن تقوم بدورها في طرح و مناقشة مشاكل المواطن ومتاعبه ..و لو على سبيل التنفيس عن اوجاعه ..؟؟

و لكن يبدو أن طرح هذه الموضوعات للنقاش بين الجماهير ستثير حساسية النخبة سواء أعضاء البرلمان أو المشاركين في الحوار لأنها ستكشف الهوة بين تفكيرهم و تفكير المواطن العادى وستكشف بُعدَ المسافة بين هذه النُخب وهذا المواطن.

من حق المواطن المشاركة في الحوار .. ومن واجب وسائل الإعلام أن تضطلع بمسؤولياتها المجتمعية و التثقيفية ..ولكن هذا أيضا يحتاج إلى نوعية مختلفة من الإعلاميين .. إعلاميون على قدر من الوعى و الفهم لا جاع و مشاكل المواطن .. و أن يكونوا على قدر المسؤولية .. و هنا تتبلور مشكلة أخرى و هى انفصال الإعلام عن المجتمع و اضطلاع مجموعة من المتأعلمين مُدعى الإعلام بأمور الإعلام والإعلام منهم و من أمثالهم براء ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى