اخبارتقاريرسلايدر

ما الأهداف الاقتصادية والسياسية من جولة أردوغان الخليجية؟

بعد اتساع فجوة التضخم، والتدهور الاقتصادي في تركيا، وبعد أزمات وحملات مقاطعة عربية.. تسعى انقرة لتحسين العلاقات السياسية مع الدول العربية، ولذلك بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولته الخليجية، في محاولة لرأب صدع التضخم، والتدهور الاقتصادي في بلاده، وكذلك تعزيز التعاون السياسي.

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جولته يوم الاثنين، بزيارة السعودية، مؤكدا “مواصلة العمل لإنشاء منطقة سلام واستقرار وازدهار حول تركيا”.

وقال أردوغان، عبر حسابه على “تويتر”: “وصلنا إلى جدة، المحطة الأولى لزياراتنا إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وجمهورية شمال قبرص (غير المعترف بها دوليًا سوى من جانب تركيا)”، معربا عن أمله أن تكون هذه الزيارة مفيدة للعلاقات الثنائية والاستقرار الإقليمي.

واوضح أردوغان زيادة حجم التجارة الثنائية بين تركيا ودول الخليج من 1.6 مليار دولار إلى ما يقرب من 22 مليار دولار في السنوات العشرين الماضية.ويسعى اردوغان الى تطوير العلاقات مع دول الخليج.

أهداف الزيارة التركية للخليج

تأتي الزيارة التركية لأهداف اقتصادية في المقام الأول، في ظل الأزمة المالية التي تمر بها أنقرة، بالإضافة الى سعي أردوغان لتعزيز العمل السياسي المشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي، وإيجاد قواسم مشتركة في ملفات مهمة على رأسها الملف السوري والليبي.

تنمية اقتصادية

في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها تركيا أخيرًا، وتبعات الزلازل وهروب الاستثمارات الأجنبية، وهبوط العملة المحلية مقارنة بالدولار الأمريكي، تاتي هذه الزيارة لزيادة الاستثمارات الخليجية.

بالإضافة الى ما تمثله السعودية والإمارات وقطر في سوق الغاز والنفط، حيث يرغب أردوغان في استقطاب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات الخليجية من هذه الدول الغنية بالطاقة.

كذلك رغبة أنقرة بزيادة حجم التبادل التجاري ليعود لمستوياته السابقة، حيث بلغ في الربع الأول من العام الحالي م 3.4 مليار دولار، فيما وصل في العام 2022 إلى 6.5 مليار، حيث هبطت النسبة في ظل تذبذب العلاقات ما بين الدولتين الفترة السابقة.

 الجانب السياسي من الزيارة

مناقشة الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب، والتنسيق المشترك للتصدي لخطر تجارة المخدرات، وكذلك البحث في إيجاد تحالفات تركية عربية جديدة بعد عودة العلاقات مع مصر وتقدمها بشكل كبير.

كما ستناقش الزيارة ملفات عدة، مثل الملف السوري وأهمية إعادة العلاقات ما بين أنقرة ودمشق.

التنسيق لإعادة العلاقات مع إيران، حيث من المرجح أن تلعب الإمارات دورًا كبيرًا الفترة المقبلة لتحسين العلاقات بين تركيا وسوريا.

ضرورة إيجاد تكامل في الجوانب السياسية ومناقشة القضايا والمخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي استهدفت الدين الإسلامي من حرق المصحف الشريف وإهانة الرموز الدينية.

في ظل رغبة دول المنطقة في إيجاد فرص أكبر للتكاتف ستتطرق الجولة التركية للعديد القواسم المشتركة لتعزيز العلاقات ما بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.

الأهداف تركية

وبحسب وكالة “رويترز” عن مسؤولين أتراك: إنهم يأملون في جذب استثمارات خليجية مباشرة بقيمة عشرة مليارات دولار (8.9 مليار يورو) خلال جولة أردوغان الخليجية، بما يشمل استثمارات تتراوح ما بين 25 مليار دولار و30 مليار دولار إجمالا على المدى البعيد.

جواد كوك، المحلل السياسي التركي، اعتبر أن جولة الرئيس رجب طيب أردوغان للدول الخليجية مهمة جدًا وتاريخية من الناحية الاقتصادي، حيث تحتاج الحكومة التركية إلى مزيد من الاستثمارات في ظل تضخم الأسعار، والضرائب الثقيلة، وارتفاع أسعار البنزين والمنتجات والسلع وغيرها.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تركيا بحاجة إلى تعاون اقتصادي قوي مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، كما تسعى لتحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية، لا سيما في ظل المكانة الممتازة التي تتمتع بها السعودية في العالم الإسلامي، والخطوات المهمة التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الانفتاح والتطوير والخطابات الإيجابية مع الدول العربية والإسلامية.

ارتكبت تركيا في الماضي أخطاء كبيرة، من بينها تدخل الحكومة التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، لكن الآن ومع تغير السياسة والنهج، من الممكن أن نجد ترحيبًا عربيًا بالخطوات التركية، خاصة مع أهميتها باعتبارها الدولة الإسلامية الوحيدة العضو في حلف الناتو.

وأوضح أن الخطوات التركية والتطبيع مع الدول العربية قد تنعكس على عودة العلاقات مع سوريا، وقد يكون هناك دور للمملكة العربية السعودية ومصر في الكثير من الملفات، سواء في سوريا أو ليبيا وغيرها من البلدان، مشددًا على أن بلاده والرئيس أردوغان يهتمون بقوة بهذه الزيارة.

وتسعى تركيا لتقارب أكبر مع الدول العربية وفي مقدمتها الدول الخليجية ومصر، حسب التصريحات الأخيرة للجانب التركي، فيما تظل “أزمة الثقة” بين الأطراف العربية وتركيا قائمة، نظرا للتوترات السابقة وسلوك تركيا خلال السنوات الماضية من تدخل في شئون الدول العربية التي لم يتم تجاوزها بشكل نهائي حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى