متابعة: نسرين طارق ووكالات
أعلن عدد من جنود الحرس الرئاسي في النيجر عبر التلفزيون الرسمي الأربعاء عزل الرئيس محمد بازوم وإغلاق حدود البلاد. وقال الجنود إنهم حلوا الدستور وعلقوا جميع عمل المؤسسات في البلاد، كما أعلنوا حالة الطوارئ.
تاريخ الانقلابات في النيجر
وشهدت النيجر أربعة انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، بخلاف العديد من محاولات الانقلاب.
ويعد الرئيس بازوم، الذي انتخب بطريقة ديمقراطية عام 2021، حليفا وثيقا لفرنسا.
وقعت محاولة انقلاب قبل أيام فقط من تنصيب بازوم في أبريل 2021. ثم محاولة ثانية للإطاحة به في مارس هذا العام “عندما كان الرئيس.. في تركيا”، ولم تعلّق السلطات علنًا على هذه الحادثة.
محمد بازوم رئيس النيجر
وكان آخر انقلاب شهدته البلاد في فبراير 2010 ، الذي أسفر عن الإطاحة بالرئيس آنذاك مامادو تانجا.
البداية
تقارير صحفية تحدثت عن خلافات وقعت بين رئيس النيجر بازوم ورئيس الحرس الرئاسي تشياني على خلفية بعض التعيينات في الحرس والمؤسسات الأمنية.
حيث استبدل بازوم في وقت سابق بعض القيادات والموظفين على أمل الاحتراز من أي انقلابات.
واحتجزت قوات الحرس الرئاسي رئيس النيجر، محمد بازوم، يوم الأربعاء، وانتشر الجيش حول القصر الرئاسي، بعد رفض الحرس الرئاسي الذي يحتجز الرئيس بازوم منذ الصباح الانسحاب، وإخلاء سبيل الرئيس ووزير داخليته.
طلب قائد الحرس الرئاسي الجنرال عمر تشياني، في البداية دعم الجيش الذي رفض دعم انقلابهم أو تمردهم ضد الرئيس بازوم.
ذكرت بعض التقارير أن الرئيس السابق محمد يوسفو وزعماء سابقين آخرين شاركوا في محادثات لوقف تصعيد الموقف.
وقال مكتب الرئيس في تغريدة: “الجيش والحرس الوطني مستعدان لمهاجمة” المتورطين في ذلك، وأضاف أن “رئيس الجمهورية وأسرته بخير”.
إعلان الانقلاب
ظهر الكولونيل الميجور أمادو عبد الرحمن، مع تسعة جنود آخرين يرتدون زيا عسكريا، على التلفزيوني الرسمي للبلاد يوم الأربعاء، قال “نحن قوات الدفاع والأمن، قررنا إنهاء النظام الذي تعرفونه”.
وأضاف “يأتي ذلك في أعقاب استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية “.
وأضاف إن جميع مؤسسات البلاد قد تم تعليقها وأن الوزراء سيهتمون بالأعمال اليومية.
و طُلب من جميع الشركاء الخارجيين عدم التدخل. الحدود البرية والجوية مغلقة حتى يستقر الوضع
وأضاف أن “حظر التجول الليلي سيصبح ساري المفعول من الساعة 22:00 حتى 05:00 بالتوقيت المحلي حتى إشعار آخر”.
وقال إن الجنود يعملون لحساب المجلس الوطني لحماية البلاد.
وأفادت تقارير بأن القوات الموالية للرئيس تتمركز حول القصر الرئاسي والإذاعة الوطنية، حسبما أفادت تقارير راديو فرنسا الدولي.
ردود الفعل الدولية
عبرت وزارة الخارجية الألمانية الخميس عن قلقها البالغ مما يجري في النيجر.
ونددت الوزارة بمحاولة الانقلاب التي نفذتها أقسام من الجيش لتغيير النظام الديمقراطي الدستوري للدولة.
وقالت الوزارة في بيان إن “العنف ليس وسيلة لفرض مصالح سياسية أو شخصية”، كما دعت إلى الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد نقل “دعم واشنطن الثابت” في اتصال هاتفي مع بازوم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه تحدث إلى الرئيس وعرض دعم الأمم المتحدة الكامل له.
كما أصدرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” بيانا وصفت فيه الأحداث في النيجر بأنها “محاولة انقلاب”، وقالت إنها “تدين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة”.
وقالت إن المجموعة ستحمّل المتورطين في ذلك المسؤولية.
وأدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاضطرابات.
انقلابات دول الجوار
هل ساعدت انقلابات دول الجوار على تسريع الانقلاب في النيجر؟.. حيث كانت دولتان مجاورتان للنيجر، مالي وبوركينا فاسو، قد شهدتا انقلابات أثارتها انتفاضات جهادية خلال السنوات الأخيرة.
وتصارع النيجر حركات تمرد إسلامية، واحدة اجتاحت النيجر من مالى جنوب غربي البلاد، في عام 2015، والأخرى في منطقة جنوب شرقي البلاد، وتضم جهاديين متمركزين في شمال شرقي نيجيريا.
وتنشط الجماعات المسلحة المتحالفة مع كل من القاعدة والدولة الإسلامية في البلاد.
إذا لم تنتهِ الأزمة في النيجر سريعا، سيتأزم الوضع، وقد تحدث مواجهات بين مجموعات الحرس الرئاسي بقيادة تشياني والجيش في أي لحظة.
