اخبارسياسةمصر

رؤساء اللجان الانتخابية لـ/أ ش أ/: الدولة لديها خبرة واحترافية في إنجاح تنظيم الاستحقاقات الدستورية

القاهرة في 12 ديسمبر/أ ش أ/ كتب: حسن القشاوي و ماهيتاب عبد الرؤف
بعد مرور نحو عشر سنوات على تنظيم عدد من الاستحقاقات الدستورية المختلفة في مصر من إنتخابات رئاسية و برلمانية و استفتاءات، اكتسبت مؤسسات الدولة بل والناخبين أنفسهم، خبرة مهمة واحترافية انعكست على خروج تنظيم انتخابات الرئاسة لعام 2024 بصورة مميزة لا تشوبها شائبة.
وقد أجمع عدد من رؤساء اللجان الانتخابية – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الثلاثاء/ – على أن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 الجارية بالبلاد، هي الأفضل على الإطلاق من حيث التنظيم والانضباط والمشاركة، علاوة على زيادة وعي الناخبين وإدراكهم بكيفية التصويت في ضوء مشاركتهم في الكثير من الاستحقاقات الدستورية السابقة ما أكسبهم خبرة مكنتهم من الإدلاء بأصواتهم سريعًا دون طرح الكثير من الأسئلة.
وأضاف المشرفون على اللجان الانتخابية أن الاستفادة من الشكاوى والملاحظات التي تم رصدها خلال الاستحقاقات السابقة، أدت إلى تجنب أي معوقات خلال تنظيم الانتخابات الرئاسية الحالية الجارية بالبلاد، لتخرج بالنهاية بشكل احترافي متمكن بشهادة الناخبين والمتابعين والمراقبين، هذا بالإضافة إلى التعاون الواضح بين وزارات وهيئات الدولة المختلفة من أجل إنجاح الانتخابات.
وفي هذا الصدد، أكد المستشار الدكتور عبد الرحمن صابر، رئيس اللجنة الفرعية بمدرسة “الإمام علي الابتدائية” بالدقي، أن عملية التصويت سارت على مدار الأيام الثلاثة بسهولة وانتظام؛ في ضوء الإجراءات اللازمة التي اتخذتها الهيئة الوطنية للانتخابات للتيسير على الناخبين وتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم بحرية وسلاسة .
من جانبه، قال المستشار آسر عمر، المشرف على إحدى اللجان الفرعية بمدرسة “طلعت حرب الابتدائية” بمنطقة المهندسين – في تصريح لـ /أ ش أ/ – إنه لمس إقبالًا شديدًا في لجنته، لاسيما من قبل الشباب الذي اكمل السن القانوني للانتخاب (18 عاما)، إذ أنه سعادته بالمشاركة لأول مرة بحياته في اختيار رئيسًا للبلاد قد بدت واضحة وشاهدها الجميع.
ولفت إلى الإقبال الكبير من مختلف الفئات العمرية، الا أن كبار السن والشباب ذوي الـ 18 عامًا، تصدروا المشهد الانتخابي في لجنته، مشيدًا بالخدمات المميزة والواضحة التي تم تقديمها في هذه الانتخابات للمواطنين ولاسيما للمسنين و ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشدد المستشار آسر عمر على أن هذه الانتخابات تجرى في ظروف استثنائية تمر بها البلاد ما دفع الكثير من المواطنين إلى التخلي عن السلبية والتوجه الى صناديق الاقتراع خوفًا على بلادهم، خاصة مع الظروف الجيوسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط بالكامل وتأثيرها على مصر؛ الأمر، الذي انعكس بشكل واضح على الإقبال الكثيف على المشاركة الايجابية في الانتخابات الرئاسية.
من ناحيته، أثنى المستشار أحمد بركات، المشرف على اللجنة الانتخابية بـ “المركز القومي للبحوث” – في تصريح لـ /أ ش أ/ – بطريقة “برايل” التي تم استحداثها في انتخابات الرئاسة الجارية، وهي طريقة تسمح لذوي الإعاقة البصرية علي المشاركة في الانتخابات وممارسة حقوقهم السياسية.
وعما لمسه بخبرته خلال تلك الانتخابات، لفت إلى أن الناخب يدخل إلى لجنته وهو يعلم جيدًا ما هو مطلوب منه، و في يده رقمه القومي، يأخذ بطاقة الاقتراع ويذهب للمكان المخصص للتصويت ويضع البطاقه في الصندوق ثم يتجه نحو الحبر الفوسفوري ويسترد هويته في دقائق سريعة بسيطة دون طرح أسئلة عن ترتيب الاجراءات و كيفية التصويت كما كان يفعل في الاستحقاقات السابقة.
وأكد أنه لمس رغبة شديدة من المواطنين على المشاركة والحرص على التصويت بإيجابية، مستشهدًا بإصرار سيدة مسنة على المشاركة بعد أن جاءت إلى اللجنة دون بطاقة الرقم القومي ورغم أن لجنتها في دور مرتفع إلا أنها عادت مرة أخرى وأحضرت إثبات هويتها لاصرارها على الإدلاء بصوتها.
من جهتها، قالت المستشارة هالة قمصان، المشرفة على أحد اللجان الفرعية بمدرسة “الأورمان الثانوية بنات” – في تصريح لـ /أ ش أ/ – إن الانتخابات الجارية تميزت بالانضباط و التنظيم العالي والإقبال الكثيف الذي فاق كل التوقعات لاسيما من قبل كل الفئات العمرية التي تتوافد بكثافة على لجنتها الانتخابية، منوهة بأن الناخبين أصبحوا أكثر وعيًا ولديهم إرادة قوية لدعم وطنهم والتعبير عن حبهم له عبر المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الهام.
وفي نفس المدرسة، لفت المستشار شريف عبد الرحمن، المشرف على إحدى اللجان الفرعية – في تصريح لـ /أ ش أ/ – إلى أن لجنته تشهد منذ اليوم الأول للانتخابات إقبالًا كبيرًا من الشباب والسيدات وكبار السن، مضيفًا أن العملية الانتخابية تسير بانضباط ونظام، وسط حرص واضح من المواطنين على التصويت، لاسيما بفضل الإجراءات اللازمة التي اتخذتها الهيئة الوطينة للانتخابات لتسهيل عملية الاقتراع على الناخبين.
بدورهم، أثنى كبار السن، الذين تصدروا المشهد الانتخابي لعام 2024، على التنظيم وسهولة وسرعة التصويت، لاسيما على حسن تعامل رجال تأمين اللجان والقضاة والمشرفين على الصناديق، وكذا شباب الأحزاب والمتطوعين، مثمنين تكريس أمكان استراحة مخصصة لهم، ومد يد العون لإيصالهم إلى لجانهم وإعادتهم حتى باب الخروج مرة أخرى.
وحول حث المواطنين على النزول للمشاركة بالانتخابات، فقد عملت الخبرة السابقة عامل هام في هذا الشأن، حيث أظهرت الأحزاب والكيانات المصرية حرصًا بالغًا على دعوة المصريين للتعاطي مع هذه اللحظة التاريخية عبر مشاركة واسعة في هذا الاستحقاق الانتخابي، بجانب التركيز على دعوة السيدات إلى التصويت، باعتبار أن المرأة حريصة على مستقبل أولادها وقادرة على تشجيع الأسرة على النزول والتوجه إلى صناديق الاقتراع للتأكيد على حقهم الدستوري وواجبهم الوطني تجاه بلادهم.
فيما أشاد المركز المصري للفكر والدرسات الاستراتيجية – المقيد بقاعدة بيانات متابعة الانتخابات والاستفتاءات – في تقريره عن سير الانتخابات، بأداء القضاة وأمناء اللجان المشرفين على لجان الاقتراع المنتشرة في جميع محافظات مصر، موضحًا أنه بدا واضحًا مستوى التدريب على إجراءات العملية الانتخابية، وكيفية التعامل مع المواطنين وممثلي منظمات المجتمع المدني ووكلاء المرشحين، وكذلك قواعد إدارة عملية التصويت.
وأشار المركز إلى أن الانتخابات شهدت انضباطًا وانتظامًا ملحوظًا في مواعيد فتح غالبية اللجان الانتخابية التي تواجد فيها فريق عمل المركز في إطار عمليات المتابعة الميدانية، بجانب رصد فريق المركز المصري إقبالاً كثيفًا من الناخبين، بالإضافة إلى تصدر الناخبات والشباب للمشهد، مسلطًا الضوء على التعامل المرن وتقديم يد العون من جانب المشرفين على عملية التصويت للمواطنين.
وقد أثبتت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 أن مؤسسات الدولة المصرية وكذلك أبناء الشعب بمختلف فئاته وأعماره أصبح لديهم خبرة كافية في التعامل مع مختلف الاستحقاقات الدستورية التي نخوضها منذ نحو عشر سنوات وتخرج دائمًا بصورة تليق بمكانة مصر العربية والاقليمية والدولية.
يشار إلى أن انتخابات الرئاسة المصرية 2005 هي اول انتخابات تعددية عرفتها مصر حيث كانت تجربة جديدة على الساحة السياسية في ذلك الوقت، ثم جاءت انتخابات الرئاسة المصرية 2012 وهي أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، ثم انتخابات عام 2014 و 2018 وصولًا للانتخابات الجارية بالبلاد لعام 2024.
ك ف
/أ ش أ/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى