اخبارمقالات

د.هشام فريد يكتب: الحوار الوطنى .. والمصريون فى الخارج

WhatsApp Image 2023 05 21 at 41684762564د.هشام فريد

لست معترضا على فكرة الحوار فى أى شىء، ولكن الأهم هو ما الهدف المنشود ؟!، وما هى المعايير المتفق عليها؟!، وسقف الحوار !؟ وما هى النتائج المرجوة والمنتظرة؟!، وهل هناك فرصة حقيقية لتحقيق ذلك؟!

للأسف غاب عن المشهد وكالعادة المصريون فى الخارج، فليس لهم أى مقعد فى أى حوار وطنى ! .. وكما حدث فى ثورة 30 يونيو، ولولا اعتراض المصريين فى الخارج على عدم إشراكهم ما سمح للبعض أن يحضر كمراقب فقط وليس لهم الحق فى القرار !؟

المشهد يتكرر

والأن يتكرر المشهد مرة أخرى .. الدعوة للحوار بدون تخطيط، لا مقاعد للمصريين فى الخارج على طاولة الحوار، ولا مشاركة للخبراء من المصريين فى الخارج، أو حتى أى مصرى بالخارج يرى أن هناك مسار أفضل لتحقيق مستقبل أفضل لمصر فى القريب العاجل !؟

وعندما علت الأصوات على صفحات التواصل الأجتماعى، دعت الدولة على لسان وزيرة الهجرة والمصريين في الخارج.. المصريين فى الخارج للمشاركة عن طريق المنصة الألكترونية !؟ وإرسال أفكارهم ومقترحاتهم.

أتحدث هنا عن أسلوب وطريقة المشاركة !؟ وهذا مؤشر غير جيد خاصة، وإن هذه شريحة تقدم حلول خارج الصندوق وخارج إدراك البعض، ممن يقررون ما يستحق أو لا يستحق للطرح والمناقشة، ويتم تجاهل فكرتك وإقتراحك أصلا، وهو أساسا لم يعرض للرأى العام .. لكن على شخص أو إثنين قررا عدم أهمية اقتراحك للمناقشة، وتم إلغاء إقتراحك بدوسة على كى بورد الكمبيوتر ! شكرا

مطالبنا

وهناك بعض المصريين فى الخارج كتبوا ونشروا مطالبتهم بحل وتحقيق شكاوى المصريين فى الخارج ومواجهة مشاكلهم، وكلها مشاكل معروفة من قبل وليس مجالها الحوار الوطنى طبعا !؟

وذلك مما دفع بعض ممن يحسبون على المصريين فى الخارج من محدودى الرؤية، وليس لديهم أى نجاحات أو خبرات حقيقية يمكن أن يقدموها لمصر، وليس لديهم غير الصياح والتهليل ويدعون تمثيل المصريين فى الخارج !!

هؤلاء أنشأوا جروبات ويدعون أنهم ينسقون مع جهات ما !؟ وعملوا ما يسمى الحوار الوطنى للمصريين فى الخارج على منصة إلكترونية ! وللأسف هؤلاء لا يدركون أصلا معنى الحوار الوطنى ولما يهدف !؟

أحاديث سطحية

وكل منهم أدلى بدلوه وكلها أحاديث سطحيه وكلام مرسل حول مشاكلهم فى الغربة وطلبات لحل المشاكل اليومية، للأسف وطلبات لا تعبر إلا عن كل جهل بواقع المصريين في الخارج، مشاكلهم وحلولها، وأيضا عدم معرفة بسياسة الدولة المصرية، وكان يمكنهم أن يتوجهوا بطلباتهم لوزارة الهجرة أو الخارجية لأن هذا ليس مكانه الحوار الوطنى !

طبيعة المشاركين

وما رأيت فى الإعلام المصرى، من هم المشاركون فى الحوار الوطنى !؟ وجدتهم هم نفس الأشخاص الذين أوصلونا بأفكارهم الى ثوره ٣٠ يونيو وأسبابها !؟ أو نفس الأشخاص الذين أوصلونا إلى الحوار الوطنى !؟ مطعمون ببعض الشباب محدودى الخبرة لصغر السن و مع قلة الإحتكاك، منتقين بطريقة أو أخرى وعلى نفس المنهج !؟

ولى ملاحظة أخيرة، وهى أننا جدا لا نعانى والحمد لله فى مصر من أزمات كالدول المجاورة منها الحرب الأهلية أو إنقسامات داخلية أو صراعات على السلطة حتى نطلق على هذه المبادرة المهمة، حوارا وطنيا !

من الممكن يكون لدينا بعض المخدوعين من جهات خارجية، ولكن الدولة المصرية مستقرة والرؤية واضحة والقيادة السياسية تعى حجم المؤامرات الخارجية، وتتعامل معها بكل حكمه وذكاء !

وكما رأينا فى المؤتمر الأقتصادى لم يخرج بجديد وتحدث العباقرة والجهابذة، وكل منهم أخرج ما فى جعبته !! وماذا كانت النتيجة !؟ للأسف لا نتائج ملموسة أو أمور ساهمت فى تغيير الوضع الاقتصادى الحالى للأفضل، لأن الحلول يجب أن تأتى من خارج الصندوق وليس من هؤلاء .. وليس هذا إنتقاص منهم، ولكن لأن العقل البشري الذى تعلم وإكتسب خبرات معينة وبطريقة محددة طوال عشرات السنين لن يستطيع أن ينتج أفضل من ذلك !؟ وإذا طلبت منه أكثر من ذلك بعد كل هذه السنوات، سوف يظل يدور فى نفس الحلقة المفرغة، والتى أوصلتنا لما نحن فيه !؟

الحكوميون

ما سبب وجود وزراء أو أعضاء مجلسى نواب وشيوخ، أو أى مسؤل حكومى فى جلسات الحوار !؟

المفروض أن من يحضر الحوار هو غير راضى عن أفكار وأداء كل هؤلاء ! والحوار للأطراف المتحفظة على الأداء، ولديها أفكار وخبرات حقيقية بناءة، وليس خبرات التواجد على الساحه المصرية لمده أكثر من ٣٠ عاماً !؟
وما هو سبب تواجد أجانب فى حوار وطنى مصرى !؟
هل الحوار رسالة للخارج أم هو شأن وطنى خالص !؟
كل هذه الأسئلة أطرحها إنطلاقا من حرصى على الاستفادة الحقيقية من هذه الفرصة للخروج بنتائج حقيقيه ومفيدة تسهم فى الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، والتطلع إلى مستقبل أفضل لمصر فى القريب العاجل بإذن الله ،.

والحل من وجهه نظرى الشخصية، هو إذا أردنا التغيير والخروج من هذه الأزمة أن نقضى أولا على الفساد الإدارى، وسيتبع ذلك الفساد المالى مباشرة، لأن الفساد وكما ذكرت مرارا فى كتاباتى هو أخطر على مصر من الإرهاب الأسود الذى تمت السيطرة عليه من قبل الجيش والشرطة .

فهناك من يتحرك لأغراض وإستفادات شخصية، ضاربون عرض الحائط بواجبهم ومهامهم، وفوق ذلك يحاربون أى أفكار أو أشخاص يتقدمون بأفكار ومشاريع حقيقية، كما حدث معى، ومع غيري، رافضين من لهم خبرات تظهر عجزهم وعدم أحقيتهم بما هم فيه.

حمامك القديم

ولذلك يجب أن تنسف حمامك القديم وتبنى حماما جديدا تماما وبخبرات مختلفة تماما، وأدمغة مختلفة، لديها القدرة على إدارة الأزمة الحالية وإيجاد الحلول الحقيقية المناسبة وتحديد المسار الصحيح، والذى يتماشى ويواكب التغيرات الدولية وتغيرات السوق العالمى وإحتياجاته وكيفية تحقيق النجاح والاستمرار فى هذا النجاح فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة الحالية، وفى ظل كل المؤامرات التى تحاك لمصر من الخارج بمعاونة عناصر ما من الداخل عن قصد أو غير قصد وللأسف !!

وهذه عملية ليست سهلة أبدًا أن يكون عليك أن تعمل بأقصى قدراتك ثم بعد ذلك عليك أن تعمل المستحيل لكى تحافظ وتحمى إنجازاتك من التخريب والتشويه !!

ولكن هذا قدر مصر و قدرنا ونحن بالعقيدة والصبر والحكمة والجلد قادرون على تحقيق المستحيل، لننقل من يأتى بعدنا نقلة نوعية بعد أن نحقق طفرة وأحلام ما يطلقوا عليه الحوار الوطنى !؟

كان الأفضل من وجهه نظرى أن يكون له اسم أفضل ومناسب مثل ان يكون اسمه ” مؤتمر مصر أولاً “، وتكون رسالة وطنية صريحة لكل أعداء الوطن والعالم أجمع.

وليس هناك عيب فى ذلك لأننا إذا لم نهتم نحن المصريون بمصر أولا ! فمن يهتم بها إذا !؟ فمصر والمصريون يستحقون أن يكون لهم مكانا حقيقيا يليق بهم بين الأمم .

الكاتب : الأمين العام لإئتلاف الجاليات المصرية فى أوروبا

*المقالات تعبر عن أراء كتابها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى