اخبارمقالات

د. أحمد برهام يكتب: إحصائيات الكورة.. والوهم

صدق أو لا تصدق، بس الكلام ده مش عن الكورة زي ما أنت هتحاول تقيفه على مزاجك!

في عام  2014 قام  المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة” بعمل استطلاع رأي عن عدد مشجعي الأندية الكبرى في مصر و جاءت النتائج كالاتي:

الأهلي: 72%

الزمالك: 21%

باقي الأندية: 4%

و باقي الناس 3% لا تهتم بالموضوع ولا تذكر فريقا بعينه.

في عام 2017 كان الراعي الرسمي للأهلي وقتها، شركه اسمها “صلة” وهي شركة خليجية، وقامت بتمويل دراسة للسوق في مصر، لمعرفة عدد المشجعين المنتمين لكل نادي، و ربما كان الهدف تقييم السوق، ومعرفة القيمة السوقية وغيره، و النتيجة حسبما أعلن وقتها كانت متقاربة مع نتائج بصيرة

الأهلي: 80%

ولم تعلن سوى ان باقي الأندية 20%

ولم تنفي الشركات الثلاث التي أعلنت اسماءها كجهات تنفيذ الإحصائية، نتائج ما تم إعلانه و نسبه اليها وهى شركات إبسوس، نيلسون سبورت، بليند فاير.

وقت إعلان الاحصائيتين، وبينهم 3 سنوات، كنت شايف ان ده أسلوب متحضر ومحترم، لحسم جدل طويل، لا معنى لإبقائه في خانة الجدل، وهو شعبية الفريقين، وما يترتب عليه من حقوق مالية نتيجة الرعاية التي يتلقاها كل فريق من الرعاة الرسميين، يعنى بالبلدي القيمة المادية لكل نادى حسب مشجعيه اللي ممكن استهدافهم بحملات إعلانية من الرعاة، بالتالي ده يؤثر طبعا على الدخل المادي.

كنت أتمنى ان الأندية التانية كلها، اما تقوم بنفس اللي عمله النادي الأهلي، و تلجأ لجهات وشركات دوليه لعمل إحصاءات، وتتأكد من صدق أو كذب ما تم نشره، و بالتالي تقدر تشتغل ( على أساس إحصاءات دقيقه ) و على أساس من الواقع وليس الخيال، لكن للاسف اللي حصل، كان معبر بدقه عن ثقافتنا، لان اللي حصل هو انكار، و دفن للرؤوس في الرمال، و مزيد من الخرافات اللي بيتم ترديدها لإرضاء المتعصبين.

المشكلة هنا، مش مسألة كورة، المشكلة الحقيقية، هي اننا مبنحبش الإحصاءات ولا العلم، احنا بكرههم، لانهم يخرجونا من حالة الوهم اللي احنا حابينها، و عارفين كويس انها وهم، و عشان كده بنحارب أي شيء علمي، وهتلاقى نفس الموقف بيحصل معانا في الدين نفسه، احنا بنرفض أي شكل علمي لتناول علوم الدين مثلا، رغم انها علوم بشرية، بنرفض أي شكل علمي للتعامل مع العلم نفسه، وبنفضل كلام  المصاطب اللي بنردده من نوعية أصل ده علم لا ينفع، و أصلا ده سقط في الغرب

صدقني المسألة مش مسألة كورة ، المسألة هي شعب بيكره الحقيقة ، بيكره العلم، وبيكره يخرج من الوهم، وبيحارب عشان يفضل في الشرنقة وميكبرش ولا يشيل مسئوليته ولا يقف على أرض الواقع !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى