اخبارسلايدرمقالات

أحمد نشأت يكتب: ماذا سيكتب التاريخ عن د. مدبولي؟

عزيزي القارئ هذا المقال حيادي جدا، ولن تجد فيه ضالتك سواء كنت من المهاجمين على طول الخط، أو من المؤيدين بشدة طوال الوقت.الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني في مصر في الفترة من 2009م حتى 2011م، ثم منصب المدير الاقليمي للدول العربية بالامم المتحدة للمستوطنات البشرية من 2012م حتى تم تكليفه وزيرا للإسكان في عام 2014م، وأخيرا تكليفه كرئيسا لوزراء مصر في يونيو 2018م، ومازال يشغل منصبه حتى تاريخ كتابة هذا المقال، أي مايقارب 6 سنوات.وهي أطول فترة لرئيس وزراء في عهد الرئيس السيسي.

بالنظر بمنتهى البساطة طيلة الست سنوات الماضية فإن الدكتور مدبولي قد تفوق بامتياز في بناء مصر على مختلف الأصعدة، وبالطبع في بناء المعمار والتخطيط له وهو تخصصه في المقام الأول، فقد شهدت مصر طفرة عمرانية لم تشهدها منذ 60 عاما، حيث دشنت أكثر من 40 مدينة جديدة على مستوى الجمهورية أغلبها من الجيل الرابع وبعضها للجيل الخامس، وعندما يذكر البناء يذكر القضاء على العشوائيات تماما، ويذكر أيضا المشروع الأضخم على مستوى العالم وهو “حياة كريمة”.حياة كريمة التي جعلت من النجوع المهملة قرى ريفية بهية، وحولت الريف المصري لشكل حضاري يليق بمصر ـ بعيدا عن بعض الاخطاء التي حدثت او تحدث، المجمل انه مشروع جبارحول الرييف 180 درجةـ ثم عدد معي صديقي القارئ بناء المراكز الصحية الجديدة وتطوير البعض الآخر، وبناء المستسشفيات الجديدة بالمحافظات البعيدة عن القاهرة والجيزة وتطوير البعض الآخر، وثورة جعلت مصر حديث العالم في بناء الطرق والكباري وتحديث المواصلات، وبناء المدارس والفصول الجديدة الذي تعدى بناء أكثر من 117 ألف فصل جديد.تبطين الترع وتطهير البحيرات وبناء الموانئ الجديدة وتطوير بعضها، بناء ورش القطارات وتصنيع بعضها بمكونات محلية تعدت 80%، بناء وبناء وبناء لا تستطيع أن تعترض عليه، أو حتى إنكاره لانه أصبح واقعا تراه العين، ليس خيالا ولا مجرد تخطيط على ورق..بل أن التخطيط على الورق يقول أن كل هذا هو خطوة واحدة من ألف خطوة، وهنا سيكتب التاريخ إحقاقا للحق أن عهد معالي الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي هو بناء لمصر الحديثة وإنجازات يراها الأعمى قبل البصير.

ولأننا لسنا في زمن الملائكة فهناك بالطبع بعض العيوب التي اذا لم تكن منصفا فستمحي كل انجازات الدكتور مدبولي، وهي في الحقيقة عيوب مؤثرة على المواطن بشكل فج؛

أولها مدام عفاف التي عاندت الدكتور مدبولي شخصيا، بل انها عاندت رئيس الجمهورية وحاولت وتحاول طيلة الوقت إيقاف المراكب السايرة.تعطيل لمصالح الناس ومحاولة لفرض شخصية تسلطية من لا شيء، الموظف الذي يحاول بشتى الطرق أن يظل مرتبه مرتبطا بمواعيد حضوره وانصرافه فقط لا بمقدار عمله ولا مقدار انجازه.الموظف الذي اضر حرفيا بالاستثمار والسياحة وأي تطوير مهما كان لا يريد أن يواكبه فهو ينتظر خروجه على المعاش “واللي يبقى يجي بعدي بقى يتعلم انا هعيش واموت كده”.

هذه النوعية من الموظفين بالدولة وان كانت قليلة، فهي أضرت كل الضرر بأي انجاز حقيقي، لن أنسى وقفة الدكتور مدبولي في مؤتمر بالقليوبية حين بدأ سرد قانون مخالفات البناء وحديثه عن عتاولة المقاولات وتم تغريمهم بدون أي محسوبية منهم شخص واحد تم تغريمه 11 مليار جنيه، وكان قرار صارم لا رجعة فيه ولا تفاني، فكم تمنيت أن تكون هناك قرارات حاسمة لكل موظف متكاسل ويتعمد تعطيل مصالح الناس أن يفتك به ويغرمه أو ينفيه بلا رجعة.

فأين ذهب المخبر الحكومي السري الذي تم طرح الفكرة للتنفيذ منذ سنوات.. اختفت!

أيضا قانون حماية المنافسة والذي يصب في مصلحة المواطن لم يتم تفعيله في ظل عز الأزمة إلا منذ أيام قليلة ولا نعلم صداه وآلية تنفيذه حتى الآن.

ونأتي للطامة الكبرى: الوعي.. أين وكيف ومتى؟!وإذا ذكر الوعي ذكر الإعلام بجميع هيئاته ماذا قدم الإعلام المصري كوعي وثراء ثقافي ومعرفي للشعب المصري طيلة الست سنوات الماضية؟أين الهدف الذي سعت إليه هيئات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة العامة للاستعلامات والهيئة الوطنية للصحافة..إلخماهو الهدف الذي اتفقوا عليه جميعا تحت قيادة رئيس مجلس الوزراء ليتم تنفيذه وكيف تم تنفيذه ومتى يتحقق الهدف؟أظن النتيجة هنا أيضا يراها الأعمى قبل البصير النتيجة صفر كبير كصفر المونديال.

إذن التاريخ هنا ينتظر كتابة ماتبقى من سطور قليلة في عهد دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قبل رحيله.فهل سينتصر للمواطن كما أنتصر للبناء والتحديث والتطوير، يبقى السؤال حتى آخر يوم لدولة رئيس الوزراء في منصبه مرهونا بقرارته ومدى فعاليتها للشعب المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى