اخبارالمقالمـقـالات

صباح الخير يا صديقي

الملخص:

  • كنت أقول صباح الخير يا أستاذ محمود، لكنه غالبًا يبادر قائلاً “صباح الخير يا أبو سياد”، ويشعر بالتواضع والحنان وأنك تترأسه.
  • “رحل الجسد لكن تبقى سيرتك الطيبة المعلم والإنسان، كنت تسعى لخدمة الناس بكل ود ومحبة، وعلمك الأستاذ الكبير مصطفى بكري كيفية التعامل مع الناس.”
  • سيد مكتبه مثالي، لكنهم خجولون بسبب تفانيه. يمتد إليه بسماط، وأمره بصنع سندويش شاورما. النائب يضحك ويحذرهم من عرض السندويش في الصعيد.
  • ترافقت مع الأستاذ محمود لسنوات، وحدثتني مواقف طريفة مع زميلنا عبد الحميد، حيث كانت لدي مستحقات مالية وزعلت منه بعد مزاحه، وذهبت لمدرسيه “مصطفى” وأخبرته بالواقعة، ولكن المفاجأة كانت أن عبد الحميد كان يخشى رفض طلباته، وأخبرني بأنه لا يزال يربي عائلته.
  • الأستاذ محمود يتميز بعدم المجاملة لأي شخص يرتبط به، مثل شقيقه الأكبر الأستاذ مصطفى، حيث يلتزمان بالضمير واللوائح.
  • محمود بكري: الصديق والزميل الذي تحمل أعباء العمل وسانده شقيقه في ظل النقد الشديد.
  • دمعت عيناي على فراق صديقي الحبيب، اللهم ارحمه واجعل مثواه الجنة. يا الله اسكنه فسيح جناتك، وألهم أحبابه وأصدقاءه الصبر والسلوان.
  • غاب الجسد وبقيت الروح والسيرة العطرة؛ فتبقى حيًّا بين من عرفوك وغادروك، بحب من آل الله ورضاه، وهو دليل طيبتك وحبك للناس.

كنت قبل أن أقول له صباح الخير يا أستاذ محمود كلما التقيته قادما في الصباحات وجها لوجه مبادرا قبل أن ألقيها عليه قائلا هو صباح الخير يا أبو “سياد” فأشعر بهذا الحنو والتواضع الجم من رجل أنت معه ويترأسك.

ولم تكن علاقتي في بادئ الأمر بالأستاذ محمود قوية كما هي علاقتي بأخيه المناضل والكاتب الصحفي الكبير مصطفى بكري فقد كنت محبا بشكل كبير للرمز الأكبر النائب والكاتب الكبير الأستاذ مصطفى بكري حتى صار التعود على محمود بكري وصارت ألفة خاصة لم تقلّ محبة وتقديرا عن أخيه خاصة بعد تفرغه الكامل أن يكون بجوار أخيه في صحيفة الأحرار اليومية ثم المقال الاخباري، وعندما عرفت محمود بكري عن قرب وجدته نسخة طبق الأصل من شقيقه الكاتب والإعلامي الكبير مع الفارق بينهما أن مصطفى يغلب عليه الحماس بحكم البيئة الصعيدية ومحمود اكتسب هدوء المدينة وكثيرا ما كنت أدخل في نقاش مع البعض ممن يرون محمود الأكثر تشددًا في قراراته من شقيقه وبعض كان يراه قاسيا وكنت أرى محمود لينا ويتعجبون من وجهة نظري على الرغم من معرفتهم بمدى عمق علاقتي بالأستاذ مصطفى بكري ومع مرور الوقت تغيرت وجهة نظر المختلفين فقد كنت أرى محمود ليس بأقل رؤية وتفهما وإنسانية وود مع الجميع من شقيقه، بل كنت أقول للزملاء إذا ما أراد أحد تمرير وجهة نظر في شيء ما ليكن محمود بكري السبيل لأنه لديه من الإقناع والهدوء ما يقنع به رئيس مجلس الإدارة الأستاذ مصطفى بكري وبرغم أن محمود لم يكن متصدرا مشهد النجومية وتأخر الدخول معترك الحياة البرلمانية إلا أنه أراد الله مكافأته في الفترة الأخيرة ببزوغ نجمه فقد كان الجندي المجهول في العمل والخير وتنظيم الاحتفاليات والمؤتمرات وأداء الواجبات الإنسانية إذا لم تسمح ظروف أخيه الأكبر فهو اكتسب صفات كثيرة من شقيقة ينصت جيدا ومقدام في الواجبات وفعال للخير أتذكر في أيامه الأخيرة قبل دخول مرحلة المرض كان متوهجا وقد اعتدت أن أذهب إليه في مكتبه الخدمي في حلوان لقضاء بعض طلبات أهالينا في الصعيد وأقول لمن يقصدني يا جماعة إنتوا عندكم نواب في الصعيد روحوا لهم الراجل كتر خيره من مشاكل وخدمات أهالي حلوان وانا أخجل منه وكيف يكون عندك نائب في الصعيد وتاني القاهرة يصيبني الخجل اكتر عندما يلتقيني ومن معي بكل حفاوة فيشعر هو يإحراجي فيبادرني المكتب ده لحل مشكلة أي حد على مستوى المحافظات ربنا خلاني في البرلمان لأعمل ما أستطيع مضيفا أنه والأستاذ مصطفى ليسوا أبناء باشوات لكن يشعرون بحال الناس ومشاكلهم وعندما انفعل أمامه أقول له فين نواب الدوائر في قنا أو في محافظاتهم فيرد قائلا كل واحد وظروفه وإمكانياته وانه يفعل ما يرضي ضميره والوطن والأمانة والقسم الذي أقسم عليه في مجلس الشيوخ.

يا أخي أشهد بأم عيني إنك كنت تسعى بقدر المستطاع إلى خدمة أبناء دائرة حلوان والمحافظات الأخرى لم أجد منك إلا كل ودّ ومحبة للجميع كما علمك إياه الأستاذ الكبير مصطفى بكري في معاملة الناس ومن حولك لقد رحل الجسد لكن تبقى سيرتك الطيبة المعلم والإنسان.

يا الله.. يا أبو خالد ما كل هؤلاء الساعين إلى الله فيك، إن لله أناسا سخرهم لقضاء حوائج الناس.

أذهب إليه أجد المقر مكتظا بجميع الفئات من سكان حلوان ستات، رجال، عواحيز، شباب من الجنسين لديهم مشكلات يبحثون عن حلها.

أداعب من بمكتبه الأخ عرفة ومصطفى السوهاجي وطنطاوي ياعم إنتوا سوق خميس.

ادخل عليه أجده منبها على من بمكتبه بمنتهى التقدير، أي حد طرف الأستاذ سيد اعملوا ما يريد ما هذا التكبير فأصاب بالخجل عندما يرفع بك إلى عنان السماء، فيخرج من كيس بجواره واحدة من البسماط يمد يده لي ولمن معي أداعبه افتكرت ح تقول سندويتش شاورما إيه ده يا سيادة النائب فيضحك طيب إحنا بتوع شورما ده لو عرفوا في الصعيد كده يا أبو سياد يضربوك بالنار.

أجده في نهاية اللقاء يقول أي حد عايز أي خدمة لا تخجل مواصلا كلامه ما نحن فيه والأستاذ مصطفى ما هو إلا فضل من الله ومحبة الناس بكنوز الدنيا.

ويضيف أنه زي ما أنت شايف المقر يوميا بالشكل ده، أطالبه أن يرحم نفسه من كل هذا الزحام والمقابلات يقولي سيبها على الله يرد سعادتي في خدمة الناس.

ولي مع الاستاذ محمود على مدار سنوات مواقف طريفة أذكر أنه كانت لي مستحقات مالية عند شقيقه الأصغر زميلنا عبد الحميد بكري باعتباره مسئول في الجزئيات المالية وكنت احب أمزح مع عبد الحميد لتقارب العمر والعشرة فقلت لعبد الحميد فين يا عم قالي عبد الحميد الخزنة قدامك افتحها لو لقيت تعريفه خدها ساعتها مشيت غاضبا من عبد الحميد برغم صداقتى به فهو طيب، زعلان وهددت عبد الحميد ح اعمل مذكرة فيه للأستاذ مصطفى “نط” عبد الحميد كالأطفال قالي اعمل مية مذكرة وذهبت للأستاذ محمود بكري قلت عبد الحميد مش بيخاف منك والأستاذ مصطفى لقيت الأستاذ محمود بكري اشتاط غضبا هو قالك كده ده ناوي يترفت ويروح يقعد في قنا ووجدته يعنفه في التليفون هو أنت فاكر الجورنال عزبة يا عبد الحميد، اتصرف وقد تخيلت ساعتها عبد الحميد يرتعش، تاني يوم التقيت عبد الحميد ولم يكن يعلم أني كنت في المكتب أثناء محادثة الأستاذ محمود له بادرته يا حميد إيه الأخبار رد حميد يا سيد يونس أبعد بعيد عني أنا معاي عيال عايز أربيها وجلسنا وعبد الحميد نمزح.

كان الأستاذ محمود يكره بشدة أن يقال إنه يجامل أخاه أو أحدا من العاملين من أقاربه وهي صفة اكتسبها من شقيقه الأكبر الأستاذ مصطفى فقد تميز كل منهما بتطبيق ما يمليه عليهم الضمير واللوائح.

محمود بكري لو جلست أكتب عن إنسانيته وعن المواقف التي عشتها معه لاحتاج الأمر مجلدا فهو الأخ والصديق والزميل والرجل الذي كان يتحمل أعباء العمل بعد أن أصبح الأستاذ مصطفى مشغولا سياسيا، تعرض وشقيقه الأكبر للنقد الشديد من الحقدة وممن لا يعرفونهم عن قرب.

لم تدمع عيناي في حياتي على رحيل أحد مثلما دمعت عيناي على فراقك يا صديقي الحبيب، اللهم الهم أخاه النائب الأستاذ مصطفى بكري واخوتك الأصدقاء عبد الحميد وجمال وأحمد ومنتصر وأبنائك وأبناء إخوتك جميعهم ومحبيك الصبر أزعم أنني على يقين بأن الاستاذ مصطفي بكري كعادته سوف يتجاوز أحزانه كما تحاوزتم سويا الكثير من الصعاب.

لقد غاب الجسد لكن تبقي الروح والسيرة العطرة.. يا أخي الجسد يفنى لكن أنت عايش بين من عرفوك وبين أبناء دائرة حلوان وأهلك وجيرانك في قنا خروجهم في توديعك لهو دليل طيبة وحب ورضا من الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى