اخبارفن و ثقافةمصر

خبراء بمجال المكتبات يؤكدون أهمية دورها في تنمية الوعي ووضع تشريعات للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا

القاهرة في الأول من فبراير /أ ش أ/ نبه خبراء في مجال المكتبات والمعلومات إلى أهمية دور المكتبات في تنمية وعي المجتمع خاصة مع التطور التكنولوجي المتسارع وظهور الذكاء الاصطناعي وضرورة وضع تشريعات وتوعية الأجيال الناشئة بخطورة الانغماس والتعامل مع هذا التطور بشكل خاطيء وأنه من المهم مشاركة المكتبات والعاملين في هذا القطاع في وضع السياسات الوطنية لصياغة هذه التشريعات لتحقيق أهداف التنمية.
و قال نائب رئيس الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات وأستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة حلوان الدكتور عماد عيسى – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش ندوة جمعيات المكتبات والمعلومات وتعزيز السياسات الوطنية المعلوماتية والثقافية- إن قطاع المكتبات ومؤسسات المعلومات ركيزة أساسية في دعم السياسات الوطنية كذراع في نشر الوعي في كافة أبعاد أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى خبراتها في التعامل مع كافة شرائح المجتمع يؤهلها لتكون شريك استراتيجي في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية.
وأضاف أن ما يميز قطاع المكتبات أن لديه أفضل الممارسات على مستوى العالم حيث يوجد مكتبات عالمية في دول أخرى في دعم أهداف تنموية من خلال خطط وأنشطة، مشيرا إلى أن المكتبات بأوربا والولايات المتحدة ساهمت في رسم الاستراتيجيات الوطنية لبلادها وعلينا الأخذ بأفضل الممارسات ما يتواءم مع مجتمعنا.
وأشار إلى أهم توصيات الندوة هي اضطلاع المكتبات بدورها في دعم أهداف التنمية المستدامة والاهتمام بالرأس المال الفكري والبشري في مجال المكتبات والمعلومات وتبادل خبرات وتوأمة بين مكتبات الوطن العربي.
وأوضح أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور حسن السريحي أن للمكتبات أدوار متنوعة والتطور التكنولوجي أصبح متسارع بشكل كبير حيث يرى البعض أن الإنترنت قد يكون بديلا للمكتبات وهنا التحدي الحقيقي لها ، مشيرا إلى أن المكتبات دور مهم في السياسات الوطنية والوصول المعلومات وخدمة أفراد المجتمع بجميع فئاته، مؤكدا أن المكتبات ولدت لتبقى لكن وظائفها وأدوارها هي متجددة تتواكب مع جميع العصور والتطورات خاصة مع انتشار المدن الذكية.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات فهد المعمري أن المكتبات لها دور كبير ومفصلي في وضع السياسات والقوانين الخاصة بالمحتوى سواء بالكتاب في جميع أشكاله ورقية أو إلكترونية أيضا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من ضمن المحتوى التي يجب وضع تشريعات بما يتناسب مع هوية كل بلد وثقافتها.
وأشار إلى أنه يجب على العاملين في قطاع المكتبات بأن يكون ملم بكل التطورات التكنولوجية وأن الامارات عقدت اتفاقيات مع كبرى الجامعات العالمية من أجل إنشاء تخصص لعلم المكتبات لتخريج متخصصين في هذا المجال من حملة الماجستير والدكتوراة لمواكبة التطور التكنولوجي.
ولفت رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات نبهان الحراصي إلى أهمية دور الجمعيات واتحادات المكتبات الدولية في صياغة السياسات والتشريعات المتعلقة بقطاع المعلومات خاصة أن هذا الفضاء الرقمي الكبير الآن ظهر معه العديد من الإشكاليات تتعلق بخصوصية الأفراد وحقوق الملكية الفكرية لأنه من المهم أن يكون المواطن العربي ملتزم بأطر أخلاقية تساعده على الاستخدام والتفاعل مع التقنيات الحديثة خاصة الذكاء الاصطناعي فإذا بنينا مواطن صالح أخلاقيا رقميا تستطيع وضعه في أي مكان فهو لديه التزام أخلاقي تساعده على الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا.
وأكد أن للمدارس والجامعات دور مهم في تنشئة جيل واع وقادر على التعامل مع هذه القضايا، موضحا أن توجيه الأطفال في مرحلة المدارس أمر ضروري ويجب أن يكون قطاع المعلومات من وسائل تواصل اجتماعي وذكاء اصطناعي يرتبط بالدراسة في هذه المرحلة المبكرة من أجل التوعية بالتعامل مع هذه التقنيات والتطبيقات ليكون الطالب شخص فاعل في البيئة الرقمية ولديه وعي والتزام أخلاقي ومواطن صالح في المجتمع الحقيقي والافتراضي.
وقال أستاذ مساعد بقسم المكتبات والمعلومات جامعة حلوان ومؤسس الخريطة الرقمية لمراكز المكتبات والمعلومات العربية الدكتور أحمد المصري، إن هذه الندوة جاءت في توقيت مهم خاصة أن المكتبات لها دور كبير في تنمية المجتمع وهي باكورة الشراكة بين جمعيتي المكتبات في مصر والإمارات.
وعن مشروع الخريطة الرقمية لمراكز المكتبات والمعلومات العربية أوضح أن هذا المشروع انطلق في عام 2018 من خلال مبادرات مجتمعية يهدف إلى تعريف القارئ بأماكن المكتبات حوله ليكون قادرا إلى الوصول إلى أقرب مكتبة في نطاق تواجده الجغرافي حيث يغطي المشروع 22 دولة عربية، لافتا إلى أن جامعة الدول العربية احتضنت هذا المشروع تحت رعاية الأمين العام أحمد أبو الغيط كمشروع ثقافي متميز .
وأشار إلى أنه حاليا جاري تدشين تطبيق الكتروني على الهواتف الذكية تمكن القارئ أو المستفيد من الوصول إلى المكتبات ومواعيد عملها والخدمات التي تقدمها بالإضافة أيضا إلى موقع خريطة المشروع على الإنترنت، الذي تم تدشينه في مرحلة سابقة ، موضحا أنه تم الانتهاء من تجميع بيانات وتضمين 62% مكتبات الدول العربية في هذه الخريطة ، كما أنه في مرحلة قادمة سيتم تضمنين المراكز الثقافية غير المكتبات من متاحف ومراكز معلومات وتوثيق ومراكز البحوث ودور النشر، لافتا إلى أن المشروع حاز على جائزة التميز من الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات.

إ س/ م س د/ ع م ا
/أ ش أ/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى