Site icon جريدة المقال

لن أقول وداعًا.. ولكن إلى اللقاء

elaosboa235061684165361

الملخص:

ثلاثون عامًا هي عمر عشرتي الإنسانية والمهنية مع د.محمود بكري.. بدأت رحلة العمل معه في جريدة (صوت حلوان) حيث كنا نعمل ليلاً ونهارًا لتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لأهالي حلوان ثم انتقلنا للعمل في جريدة “المقال الاخباري” وكالعادة لم يكن العمل الصحفي هو مهمتنا فقط بل العمل الإنساني والاجتماعي على رأس عملنا لتقديم كل ما يحتاجه المواطن وليس فقط على مستوى محافظة القاهرة بل في جميع محافظات الجمهورية.

د.محمود بكري كان إنسانًا بمعنى الكلمة يشعر بهموم ومشاكل الناس ويسعى إلى حلها.. وكان أستاذًا في مهنة الصحافة يمتلك قلمًا مميزًا وموهبة قلما تجدها الآن.. لا يعرف المجاملة.. الصراحة والمواجهة عنوانه في العمل وإياك أن تنشر تحقيقًا صحفيًا أو خبرًا بدون أن تمتلك المستندات التي تثبت صحة موضوعاتك الصحفية، فكان دائمًا يحذرنا قبل أن تكتبوا موضوعاتكم لا بد أن تتأكدوا من صحتها.. قبل توجيه النقد أو اللوم أو كشف أي فساد لا بد أن تملك المستندات التي تؤيد وتؤكد صحة موضوعك..

وعلى الجانب الإنساني كان د.محمود بكري خلوقًا متواضعًا.. مبتسمًا.. دائمًا (بلسمًا) كما وصفه شقيق روحه الأستاذ مصطفى بكري.

لم يتوان عن مشاركتي أنا وزملائي في أي مناسبة فرحًا كان أم حزنًا..

د.محمود بكري لم يكن رئيسًا في العمل بقدر ما كان أستاذًا وأخًا وزميلاً وصديقًا..

ورغم هذه العشرة الطويلة رحل بدون أن يودعنا. نعم كان بيننا بالأمس يترأس مجلس تحرير الجريدة.. يضع أمام أعيننا هموم ومشاكل الناس ويطرحها للنقاش.. نعم مازال يقف أمام عيني وينحني أمام كبار السن من الرجال والنساء الذين كانوا يأتون إليه يوم (الثلاثاء) وهو يوم الاجتماع تحرير الجريدة ليشكوا إليه همومهم فينهض ليستمع إليهم ويحاول قدر المستطاع حل المشاكل ورفع المعاناة عنهم ويتحدث مع المسئولين لحلها..

هذا بالتحدي آخر مشهد وآخر لقاء جمعني بأستاذي محمود بكري…

ثم فجأة اختفى.. سألت عنه قالوا مشغولاً ثم فجأة مرض.. ومنعت عنه الزيارة فلم التق به وظل يصارع المرض حتى وافته المنية..

رحل د.محمود بكري بدون ان أودعه ولكني كنت أدعو له ليلا ونهارا.. رحل بجسده ولكنه كان ومازال وسيظل حيًا في قلوبنا بأفعاله وخصاله وتوجيهاته في الطريق الذي رسمه وسرنا معه فيه وهو طريق الكلمة الحرة وخدمة الناس وكشف الفساد.

لن أقول وداعا ولكن إلى اللقاء في جنة الخلد إن شاء الله.

Exit mobile version